على طاولة مقهى هادئ في الرياض، كان الحوار بين مضاوي ورامي مشتعلاً حول حرب الإعلانات بين عملاقي البرجر: ماكدونالدز وبرجر كنج.
بينما استعرضت مضاوي إعجابها باستراتيجيات برجر كنج في التسويق، حاول رامي بكل حماس الدفاع عن ماكدونالدز، العلامة الأبرز عالميًا في مجال الوجبات السريعة. لكن النقاش لم يكن مجرد مواجهة عادية بين علامتين تجاريتين، بل كان نافذة لفهم كيف يمكن للإبداع الإعلاني أن يقلب موازين القوة.
كيف بدأت القصة؟
أشارت مضاوي إلى أن برجر كنج فهم السوق السعودي بشكل أعمق من ماكدونالدز. تقول:
“في عام 2018، أدركت برجر كنج أن العملاء السعوديين يفضلون المحتوى الذي يتحدث لغتهم ويعبر عن ثقافتهم. فبدأوا بتطوير حملاتهم الإعلانية لتكون أكثر قربًا من المستهلك المحلي. ليس فقط بتحديث الفروع والقوائم، ولكن بتقديم محتوى إبداعي يستهدف الشباب السعودي بأسلوب مرح ومباشر.”
أما رامي، فقد حاول الدفاع عن ماكدونالدز قائلاً:
“لكن ماكدونالدز دائمًا في المقدمة، بحملاتها الضخمة وانتشارها الواسع. حتى أنها أطلقت حملات حول مصادر لحومها الحلال لضمان ثقة المستهلكين.”
التحول الإبداعي:
لكن رد مضاوي كان حاسمًا:
“ماكدونالدز أهدرت الكثير من الميزانيات في حملات عالمية لم تناسب السوق السعودي. بينما استثمرت برجر كنج في محتوى مخصص للسعوديين، مثل الفيديوهات الإبداعية التي تتحدث بلغتهم وبأسلوبهم. ونتيجة لذلك، شهدت مبيعات برجر كنج نموًا هائلًا خلال سنتين فقط.”
برجر كنج لم تكتفِ بالحديث عن الجودة، بل سخرت بشكل مباشر من منافسيها، خاصة من “ماكدونالدز”، بحملات ذكية مثل:
- تقديم وجبة “Whopper” مقابل سنت واحد عند الطلب قرب فروع ماكدونالدز.
- السخرية من انتشار فروع ماكدونالدز مقارنة بفرص “التجربة الفريدة” مع برجر كنج.
ما الذي تعلمناه؟
القصة بين مضاوي ورامي تكشف لنا درسًا مهمًا في التسويق: فهم السوق المحلي هو المفتاح للنجاح.
- برجر كنج اختارت الابتكار والشجاعة في حملاتها، مما جعلها أقرب لجمهور الشباب السعودي.
- ماكدونالدز، رغم قوتها، بحاجة لتطوير استراتيجياتها بما يتماشى مع ثقافة السوق السعودي.
ختامًا:
بينما استمر النقاش بين مضاوي ورامي، كان الجمهور المستفيد الحقيقي. ففي نهاية المطاف، المنافسة الشديدة بين العلامتين دفعت كل واحدة منهما لتقديم الأفضل للمستهلكين.